زجاجة الخمر وأبو نواس
🙂🙂🙂🙂🙂🙂🙂
قصة : الخمر الحمراء
أبصر الرشيد أبا نوّاس، وفي يده زجاجة من الخمر، فسأله:
ماذا في يدك يا أبا نوّاس ؟
فأجاب:
زجاجة لبن يا أمير المؤمنين.
فقال الخليفة:
هل اللبن أحمر اللون؟
فقال:
احمّرت خجلًا منك يا أمير المؤمنين.
فأعُجب الخليفة من بداهته، وعفا عنه.
🙂🙂🙂🙂🙂🙂🙂🙂🙂🙂🙂🙂
قصة: منَّة إبليس
قال رُزين الكاتب:
اجتمعنا يومًا أنا وأبو نوّاس وعليّ بن الخليل في سوق الكرخ، وكنا نجتمع ونتناشد الأشعار ونتذاكر الأخبار ونتحدث بها، فقال أبو نواس : أدبر من كان في نفسي، وكان أسرع الخلق في طاعتي، فما أدري ما أحتال له ؟
فقال علي بن الخليل يمازحه:
يا أبا علي! سلْ شيخك وأستاذك يعطّفه عليك! فقال أبو نواس: من تعني؟
قال: من أنت في طاعته ليلك ونهارك ( يعني إبليس ) فإن لم يقضِ لك هذه الحاجة فما ينبغي لك أن تسأله مسألة ولا أن تقرّ عينيه بمعصية! فقال : هو أسدٌّ لرأيه من أن يخُل بي أو يخذلني، وانقضى مجلسنا ذلك.
فما كان بعد أيام اجتمعنا في ذلك الموضع، وأخذنا أحاديثنا، فضحك أبو نوّاس، فقلنا له : ما أضحكك؟ فقال: ذكرتُ قول علي بن الخليل يومئذٍ : سلْ شيخك يعطفه عليك!
حينئذٍ قد سألته يا أبا الحسن أقضي الحاجة، وما مضت والله ثالثة حتى أتاني من غير أن أبعث إليه، ومن غير أن استزيده، فعاتبني واسترضاني.
وكان الغضب منه والتجنّي.
وأحسب الشيخ (يعني إبليس ) كان يتسمّع علينا في وقت كلامنا، وقد قلت أبياتا في ذلك.
فقلنا : هاتيها، فأنشد:
....لما جفاني الحبيبُ وامتنعت
عني الرسالاتُ منك والخبر ُ
.....واشتدّ شوقي فكاد يقتلني
ذكر حبيبي، والهمُّ والفكرُ
.....دعوت إبليس ثم قلت له
في خلوة، والدموع تنحدُر
.....أما ترى كيف بَليت وقد
أفرح جفني البكاءُ والسهرُ؟
.....إن أنت لم تُلقِ لي المودّة في
صدر حبيبي وأنت مقتدرُ
....لا قُلتُ شعرًا، ولا سمعتُ غِنًا
ولا جرى في مفاصلي السًّكرُ
.....ولا أزالُ القرآن أدرسُه
أروح في درسه وأبتكرُ
.....وألزمُ الصوم والصلاة ولا أزالُ
ظهري بالخير آتمرُ
.....فما مضت، بعد ذلك ثالثة
حتى أتاني الحبيبُ يعتذرُ
.....ويطلبُ الودّ والوصال علي
أفضل ما كان قبل يهتجرُ
.....فيا لها مِنّة ً لقد عظمتْ
عندي لإبليس مالها خطرُ !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق