الأربعاء، 8 نوفمبر 2017

الأوباش

الأوباش :
_ الوَبَشُ: البياضُ الذي يكون على الأَظفار، نُقَّط من البياض متفرقة تكون على الظُّفْرِ.
_ الأَوْباشُ من الناس: الأَخْلاطُ والجماعات المختلفة، مثل الأَوْشابِ، ابن سيده: أَوْباشُ الناسِ الضُّروبُ المُتفرِّقون، واحدُهم وَبْشٌ ووَبَشٌ.
وبها أَوْباشٌ من الشجر والنبات، وهي الضُّروب المتفرّقة.
_ أوبَشَت الأرض: اختلَطَ نباتُها.

(لسان العرب) لإبن منظور.
______
" إذن كلمة الأوْباش ليست بمعنى السَّفِلة كما يشيع عند أغلب الناس، ولكنها بمعنى الأخلاط من الناس من قبائل شتى، وإن كانوا رءوساً وأفاضل"
من كتاب (تصحيح التصحيف وتحرير التحريف) لمؤلفه صلاح الدين أبو الصفاء الصفدي المتوفى سنة 764هـ
__________
لاحظ أيضا أن كلمة ظُفَّر لم يتم جمعها في (لسان العرب) على أظافر كما هو شائع، ولكن جمعها (أظفار)
ظُّفْرُ: معروف، وجمعه أَظْفارٌ وأُظْفورٌ وأَظافيرُ، يكون للإِنسان وغيره، ولكن في المعاجم الحديثة كمعجم اللغة العربية المعاصر تم إضافة كلمة ( أظافر ) كجمع.

الخميس، 2 نوفمبر 2017

تربت يداك

( تربت يداك)
قال أبو عبيد : يُقال للرجل إذا قل ماله " قد ترب " أي افتقر حتى لصق بالتراب، وهذه كلمة جارية على ألسنة العرب يقولونها ولا يريدون وقوع الأمر ألا تراهم يقولون : لا أرض لك ولا أم لك ويعلمون أن له أرضا وأما.
( تربت يداك) كناية عن الفقر، ولكن لا يراد بها في الحديث الدعاء عليه بالفقر،ولكن الحث على الشيء وهذا هو المراد منها في حديث النبي صلى الله عليه وسلم : تُنكح المرأة لأربع لمالها ،ولحسبها، ولجمالها، ولدينها؛فاظفر بذات الدين تربت يداك"

وفي التنزيل العزيز: أَو مِسْكينا ذا مَتْرَبَةٍ. قال: ويرَوْنَ، واللّه أَعلم أَنّ النبيّ، صلى اللّه عليه وسلم، لم يَتَعَمَّدِ الدُّعاءَ عليه بالفقرِ، ولكنها كلمة جارِيةٌ على أَلسُنِ العرب يقولونها، وهم لا يُريدون بها الدعاءَ على الـمُخاطَب ولا وُقوعَ الأَمر بها.

وقيل: معناها للّه دَرُّكَ؛ وقيل: أَراد به الـمَثَلَ لِيَرى الـمَأْمورُ بذلك الجِدَّ، وأَنه إِن خالَفه فقد أَساءَ.

وفي حديث أَنس، رضي اللّه عنه: لم يكن رسولُ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، سَبَّاباً ولا فَحَّاشاً ،كان يقولُ لأَحَدنا عند الـمُعاتَبةِ: تَرِبَ جَبِينُه. قيل: أَراد به دعاءً له بكثرة السجود.
و يتشابه معها الحديث الذي رواه معاذ بن جبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قلت: يا رسول الله ، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟

فقال: ((ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب النَّاسَ في النار على وجوههم -أو على مناخرهم- يوم القيامة إلا حصائدُ ألسنتهم))، فجملة ثكلتك أمك هي من العبارات التي كانت تقولها العرب وهي كناية عن الموت وفقدان أمه له، ولكنها عبارات في حقيقتها عبارات يُراد به التحذير، ولفت الانتباه لخطورة الأمر.
كقولك: يا ويلك من كذا، الويل لك من كذا،.. والمعنى أنك إذا لم تتجنب ذلك الشيء قد يصيبك مكروه منه، فكأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لنا في حديث " تُنكح المرأة" إن فضلت الزواج بذات الحسن أو ذات الحسب أو ذات المال، على المرأة العارفة بأمور دينها، فأني أخشى عليك أن يصيبك مكروه من ذلك و تُترب يداك، بمعنى أن الجمال والحسب والنسب والمال كلها أشياء قابلة لإنتهاء والزوال ولكن الأخلاق والدين هو الذي يبقى للأبد..
وبالمثل في الحديث الآخر الخاص بمعاذ بن جبل، معناه إن أنت لم تنتبه لكلامك الذي تقوله يا معاذ، فإني أخشى عليك من الهلاك والضياع، ألا تعلم أن الناس يُقلبون على وجوههم في النار بسبب ما يقولونه من كلام !!